ما هي سُنن السعي بين الصفا والمروة؟



سُنن السعي بين الصفا والمروة: رحلة روحانية تحمل آثار الحنان والطاعة

مقدمة: تعتبر مناسك الحج والعمرة مصدرًا للروحانية والتقرب إلى الله، ومن أبرز هذه المناسك سعي الحاج أو المعتمر بين الصفا والمروة. يمثل هذا السعي جانبًا مهمًا من تاريخ الإسلام وتعاليمه. يهدف هذا المقال إلى استكشاف سُنن السعي بين الصفا والمروة، مع تسليط الضوء على الأدلة الشرعية التي توجه هذه العبادة.

**1. البداية من الصفا: يبدأ الحاج أو المعتمر سعيه من الصفا، وهو تلة تاريخية ذكرها الله في القرآن الكريم. يمثل البداية من هنا سُنة، ويرتبط ذلك بقصة سيدنا إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام.

الدليل الشرعي: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا" (البقرة: 158).

**2. السُنة في السعي: الحاج أو المعتمر يقوم بسعيه بين الصفا والمروة سبع مرات، وهذا يعتبر سُنة مؤكدة. يظهر ذلك من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن السعي: "السَّعِيُّ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مِنْ رُكَنِ الْحَجِّ" (رواه مسلم).

**3. التَّوجُّه إلى الصفا والمروة: خلال السعي، يُفضل التوجه إلى الصفا والمروة بكل احترام وتواضع. يظهر ذلك من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خُذُوا مِنَ الْحِجَارَةِ فَإِنِّي لَا أَنْفَعُكُمْ بِهَا، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَرَاعُونِي" (رواه مسلم).

**4. الدُّعَاء والتَّضَرُّع: ينبغي للحاج أو المعتمر أن يستغل فترات السعي في الدعاء والتضرع إلى الله. يظهر ذلك من خلال سنن السعي، حيث يمكن للمسلم أن يطلب من الله ما يشاء.

الدليل الشرعي: "الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏"‏ السَّعِيُّ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مِنْ مَشَاعِرَ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطُوفَ بِهِمَا وَيَطَّافُ بِهِمَا ‏"‏‏"‏" (رواه مسلم).

**5. التسليمة بين الصفا والمروة: عند انتهاء السعي، ينبغي للحاج أو المعتمر أن يؤدي التسليمة بين الصفا والمروة، وهي عبارة عن الجمع بين الشعيرات. يُعتبر هذا جزءًا من سُنن السعي.

الدليل الشرعي: "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام: 162).

ختامًا: في الختام، يبرز سعي الحاج أو المعتمر بين الصفا والمروة كركن مهم من أركان الحج والعمرة. تظهر سُنن السعي الروحانية والتأثير العميق الذي يتركه هذا العمل في قلوب المسلمين. من خلال الالتزام بتلك السُنن والتواضع أمام الله، يصبح السعي تجربة روحية تحمل في طياتها الخشوع والتقرب إلى الله العظيم.

تعليقات