مكة المكرمة، بوصفها واحدة من أبرز المدن في المملكة العربية السعودية، تتميز بمناخ استوائي صحراوي، حيث يتسم بالحرارة العالية والجفاف. يلعب المناخ دورًا هامًا في تحديد نمط الحياة في المدينة وفي تأثير أداء مناسك الحج والعمرة. يتسم مناخ مكة المكرمة بالتقلبات الفصلية الطفيفة والفارق الحراري الكبير بين الليل والنهار.
في موسم الصيف، يكون المناخ في مكة المكرمة حارًا جدًا، حيث تتجاوز درجات الحرارة غالبًا الـ40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت). تتسبب هذه الحرارة الشديدة في جعل الأشهر الصيفية تجربة تحمل حرارة قاسية، مما يستدعي اتخاذ الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بحروق الشمس والجفاف.
في الأشهر الباردة من السنة، يعتبر فصل الشتاء في مكة المكرمة نسبيًا باردًا، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 15 و25 درجة مئوية (59-77 درجة فهرنهايت). تكون الليالي أبرد خلال هذا الوقت، ويمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 10 درجات مئوية (50 درجة فهرنهايت). قد يتساقط المطر بشكل محدود خلال هذه الفترة، مما يعزز النمو النباتي ويساهم في إضفاء نسمة من الانتعاش على البيئة الجافة.
من اللافت للنظر في مكة المكرمة هو تأثير المناخ البحري الذي يعتبر أمرًا نادرًا في المناطق الصحراوية. يعزى هذا التأثير إلى موقع المدينة القريب من البحر الأحمر، حيث يسهم وجود البحر في تلطيف درجات الحرارة بشكل بسيط وزيادة نسبة الرطوبة خلال فترات معينة من العام. تلك الرطوبة الإضافية تساعد على خلق بيئة أكثر اعتدالًا مقارنة بمناطق الصحراء الجافة القريبة.
أحد العناصر الطبيعية التي تلعب دورًا هامًا في المناخ هو جبل النور الذي يطل على مكة المكرمة. يعتبر هذا الجبل المقدس مصدرًا لتأثيرات جوية، حيث يلعب دورًا في تحديد اتجاهات الرياح وتأثيرها على المناخ المحلي.
يشكل الغبار والرياح الشديدة التي قد تنشأ خلال بعض الفترات من العام تحديات إضافية لسكان مكة المكرمة. يمكن أن تساهم هذه الظروف في تدني جودة الهواء وتأثير الرؤية، مما يتطلب اتخاذ إجراءات احترازية.
من الناحية العامة، يظهر مناخ مكة المكرمة أهمية استمرار تطوير البنية التحتية لتعزيز استعداد المدينة لاستقبال الملايين من الزوار خلال موسم الحج والعمرة. يجب مراعاة تأثير التغيرات المناخية واستمرار تحسين تقنيات التبريد والتهوية لتوفير بيئة أكثر راحة للزوار والسكان على حد سواء.